/ الفَائِدَةُ : (164) /

17/08/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / هيمنة المخلوق المُتقدِّم وعلوّ كمالاته / هناك قضيَّة يَجْدُرُ الْاِطِّلَاع عليها ، حاصلها : « أَنَّ المخلوق المُتقدِّم والسَّابق رتبةً مَـمَرٌّ للفيض الإِلٰهي للمخلوق المُتأَخِّر واللَّاحِق رتبة ، ومُحيطٌ به ، ومُهَيْمِنٌ عليه » . وهذا التقدُّم والتأخُّر ، والسبق واللُّحُوق ليس بزماني ، بل رتبي وعوالمي . وهذا ما يُشير إِليه بيان القاعدة المعرفيَّة القائلة : « أَنَّ كُلَّ مقامٍ مُتقدِّمٍ مُهَيْمِن على المقام المُتأَخِّر، ومقتضىٰ الهيمنة عِلْوُ كمالات المُهَيْمِن » . وَحَيْثُ إِنْ رأس هرم طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة أَرفع كمالاً ، وأَعلىٰ مقاماً من الصِّفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ المعهودة ، ومَمَرَّ فيض لها فضلاً عمَّا دونها ، ويتصرَّف فيها ، ومُهَيْمِن ومسيطر عليها ومحيط بها ، ونافذ فيها وفي جميع شراشر وجوداتها نفوذ اللَّطِيف في الأَغلظ ؛ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارج عنها خروج اللَّطِيف عن الأَغلظ ؛ لا بالمباينة والمزايلة ـ كما تقدم تحقيق جميع ذلك في محله ـ (1). وهناك قاعدة معرفيَّة عقليَّة أُخرىٰ ، من خفايا المباحث المعرفيَّة العقليَّة ، تُذكر في أَبواب المعارف ، وهي : أَنَّه : « كلَّما ازدادت اللَّطَافَة: انعدمت النِّسَب والحُجُب والفواصل والأَبعاد ، واشتدَّ العلم والوجود والحضور ، واشتدَّت الإِحاطة والقدرة ، وكانت نِسبة جميع ما دون شديد اللَّطَافة من العوالم والمخلوقات إِليه نِسْبَة واحدة ، لا سيما إِذا كان شديد اللَّطَافة هو الجوهر المُجرَّد ؛ لأَنَّ نسبته إِليها نِسْبَة تقوُّم ». وهذه معادلة فوق العلوم الرياضيَّة . ومنه يتَّضح : حال طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، لا سيما رأس هرمها بلحاظ ما دونها من مخلوقات عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ فضلاً عمَّا دونها . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من اراد الاطلاع على تحقيق هذه القضية فليراجع مبحث : ( علم الحروف وخطورة طبقات حقائق ومقامات أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام) .